دكتور ماريا منتسوري ذكرت في إحدى كتبها مثال عن ذلك فقالت تخيل أنك أرسلت لكوكب آخر لدهشتك تجد المخلوقات أكبر من حجمك بمقدار ثلاثة أضعاف : الأثاث وحوض الغسيل ومقعد المرحاض وكل شئ مما حولك يتناسب مع أحجامهم الضخمة .. فكر فى حياتك كيف يمكنك ممارسة حياتك العملية اليومية ؟
ماذا تفعل إذا أردت استعمال المرحاض أو الكرسي أو السرير أو غيرهم .. هناك أكواب و أواني وكلها تناسب حجم هؤلاء العمالقة ، وكلما اقتربت من هذه الأشياء تريد أن تلمسها ، تتحسسها ، تكتشف كيف تستخدم ، إذ بعملاق منهم يظهر أمامك يمنعك من لمس هذه الأشياء وفى يوم من الأيام تجد فازة تريد أن تتحسس ما بها وبينما أنت تحملها تنفلت من يدك وتتحول إلى قطع صغيرة يأتيك عملاقان ضخمان يصيحان في وجهك أو على الأقل واحد منهم يصيح ، إذا أردت أن تستحم بنفسك تأتيك العملاقة الأنثى تحملك بين يديها إلى الحمام تؤدى تلك الخدمة لك ..
هذه ليست سوى أمثلة قليلة على ما يحدث لأبنائنا في بيوتنا تخيل ما يحدث وكيف كان شعورك وكيف يكون تعلمك وتوازنك العقلى فى هذه الحالة .. هذا يجعل من الضروري لنا مرة أخرى إرسال أبناءنا إلى بيت الأطفال المونتسوري ، فهوعالم بحجم الطفل حيث كل شئ فيه بحجم الطفل وفى متناول يده ولا يوجد شيء يمكن للطفل رؤيته ولا يستطيع لمسه. أو على الأقل تخصيص جزء من البيئة لجعلها بحجم الطفل ومناسبة له .