خلجات مونتيسوريه قبل الولوج في رحلة نهج المونتيسوري
خلجات مونتيسوريه قبل الولوج في رحلة نهج المونتيسوري
عمري ١٢سنه انتظر بلهفه برنامج الاطفال المفضل لدي (تيليتبيز) هاهم يقفزون واحد اثنان ثلاثه اررربعااا٬ بفارغ الصبر انتظر فقرتي المفضله عرض مشهد من حياة اطفال الأوروبيين وفي كل يوم وبعد كل مشهد تنصب الاسئله في رأسي لماذا لايفعل آباؤنا كما يفعل آباء هؤلاء الاطفال يمرحون كثيرا في اكتشاف الحياه يااه ماهذه الادوات الحقيقية الصغيره ياللروعه انهم يتشاركونها مع امهاتهم في طبخ الاكل في المطبخ و هؤلاء الاطفال يقفزون على بقع الوحل وفي جو ممطر دون ان يوبخهم احد.
في طفولتي كنت في تحديات يوميه ،في تمرد صامت يدغدغ احاسيسي بعد النجاح في التمرد كأن أذهب وأتناول من الفاكهة المحرمة (المنجا) على سفرة الغداء بعد التحذير من عدم تناولها قبل تناول الغداء ولكنني لم ابالي لأنني لم افهم سبب المنع ما لذي سيحدث ان اكلتها قبل الغداء لماذا هذا الغموض الدائم في المنع من الاستمتاع والاستكشاف والانطلاق أكلتها نعم أكلتها واستمتعت وتلذذت وعشت اللحظة الجميلة وانا على يقين بأنني سأواجه العقوبة بسبب تمردي المدمر والذي يهدد بأخلاقيات الاطفال الاخرين وبالفعل نلت العقوبه المفاجأه ووجدت نفسي امام باب مدخل المنزل ظهرا و زاد تمردي ولم ادخل المنزل حتى المغرب لعلى هناك من سيأتي ويطبطب علي ويحن علي ويناقشني ويحضنني ولكن هيهات لم يحاورني احد ويقول لي لماذا كل هذا التعصب وهذا القانون المقرف الذي يمنعني من تناول الفاكهة قبل الغداء.
اليوم وبفضل الرزاق اصبحت اما بمحض ارادتي وليست غريزتي او ضغط مجتمعي هل هناك أماً حملت بمحض ارادتها؟ و اكرمني الله بابنتي الحبيبة حفظها الله ماريا ذو السنتين ونصف المعجزه الناطقة الى يومنا هذا والى الابد امانه ربي الذي وثق بي و اختارني لأكون الممر الذي امهد فيه العالم بقدوم معجزه الهيه اخرى مأموره بعماره الارض منذ حملي وانا احمل في احشائي نفخه من روح الله كيف لي ان افرط فيها او انساب في خدر المجتمع بأن هذه (النطفة او الجنين او الرضيع) مجرد قطعه لحم يجب الاعتناء به حتى لا يتعفن فقط٬ لكن ماذا عن كيان هذا الرضيع وعن امكانيته المكبوته منذ ولادته٬ رأيت في عيناي ابنتي مطولة متأملة منبهرة من خلقة الله رأيت عينها تنطقان (أمي ارجوك علميني كل شي عن الحياه انت الخبره وانا تنقصني خبره الحياه لكن لاتقلقي فهناك مرشد يقض في داخلي ينتظرك دائما) لذلك وعدتها ان اكسر كل المفردات التربوية الخاطئة التي تلقيتها في طفولتي و أن ابدء معها رحله تربويه سليمه صحيه نفسيا وجسديا فأصبحت قارئه نهمه في جميع امور التربية كنت اعرف بعض المفاهيم العامه مثلا الطفل الرضيع لايرى سوى اللونين الاسود والابيض في البدايه فكنت احاول ان آتي بها بمعلقات تحتوي على هذين اللونين لكنني لم اكن اعرف بأصول هذه المعلومه حتى جاء اليوم الذي أصبحت فيه ماريا بعمر العشرة شهور و رمت علي صديقتي يوما كلمه قائله: خديجه ان الأنشطة التي تقدمينها لماريا اقرب ما تكون الى فلسفة المونتيسوري.
وبدأت رحله اليقظة والوعي التربوي
منذ ذلك اليوم والى اليوم لم اتوقف من الدعاء لصديقتي لانها رمت علي ذلك المفتاح السحري والذي لم اتوقف عن ادارته لحظه ففي كل باب يفتح لي اغوص فيه اكثر واكثر من دورات و كورسات وكتب مونتيسوريه حتى وصلت طموحاتي لان ادرس المونتيسوري والحمدالله حققت هذه الأمنية على يد أعظم معطائه الدكتوره هدى عبدالعزيز لها جزيل الشكر والتوفيق كانت هي النقط على الحروف عندما تلقيت هذه الكميه الهائله من العلم المونتيسوري بدأت حقيقه افهم نفسي انا اكثر ما عانيته في طفولتي وتصالحت مع كثير من امور كانت تشغل بالي الى يومنا هذا كنت دائما اقول في نفسي لماذا كنت طفله سيئه لماذا في اغلب الاوقات كان يتلذذ الكبار في توبيخي حين تتسنى لهم الفرصه فعلمت انني كنت طفله طبيعية ١٠٠٪ لايشوبني اي غلط ولكن عقلية الكبار والمجتمع الذي يتعامل مع الاطفال بدونيه وانهم اقل من كل شيء مسلوب الاراده لا يسمع فيه رأيه او كلامه كانوا يحكمون علي بأنني طفله سيئة لأنني لم استطع التعبير لذلك لجأت الى التمرد العفوي والحمدالله انني لم اتشكل ولم أُشذب على طريقتهم ولكن اعترف ان هناك رتوش مازالت قابعه في نفسي وانا في محاوله مستمره للتافي منها فبدت افهم ابنتي في معظم الاوقات وما تعانيه وما تحاول الوصول اليه وكم ان النقاش والحوار معاها يجلب الامن العاطفي التفهم الشعور بانه كائن مسموع ورأيه يؤخذ به.. لذلك مع كل نشاط اقوم به لابنتي اغلفه في البدايه بروح الفلسفه الما وراء هذا النشاط ومن ثم ادعها تبحر فيه لتعطيني مفاتيحها لأفتح لها ابوابا وابواب من الأنشطة أي (الملاحظة) وترقب فتراتها الحساسة تجاه كل من المهارات المعرفية الحركية الحسيه اللغويه الاجتماعيه العمليه، في هذا المنتدى المتميز سأشاركم رحلتي الاموميه المونتيسيوريه مع اميرتي ماريا آمله ان يجوب هذا النهج التربوي جميع ارجاء العالم لما هو اقرب الى تقدير وتكريم معجزه الاله منهج يسعى الى رعاية و حمايه نقاء الروح المكرم الذي به امر الله ان تسجد له الملائكة ويصقلها بنور إلهي قادر على مواجهة العالم دون ان يهترئ وينسحب من مسؤوليته في بناء وعمارة الارض.