دور الكبار في حياة الطفل
يجب فتح الباب أمام الطبيعة للطفل شيئًا فشيئًا. وتقع مسؤولية إعداد الأنشطة بطريقة تفيد الطفل على عاتق الشخص البالغ ؛ إذ أن علاقة الطفل بالبيئة بأكملها خلال السنوات الثلاث الأولى من الحياة ستضع أسسًا لبناء نفسه . مثال ذلك : الطريقة التي يتحرك بها ، الطريقة التي يتواصل بها مع الاخرين ؛ الطريقة التي يفهم بها بيئته ونفسه وحياته ؛ الطريقة التي يمارس بها إرادته من خلال اتخاذ القرارات والخيارات وكذلك المسؤولية عما اختاره ؛ والطريقة التي يعبر بها عن مشاعره ، والقدرة على التعرف عليها ، والتعبير عنها والتعامل معها.
عندما تكون البيئة الخارجية جاهزة تماما ، و يصبح الطفل حرًا في الحركة والتفاعل مع الطبيعة. سيكون قادرًا على تطوير حركاته التطوعية ، وسيكون قادرًا على تطوير إحساسه بحواسه الابصار والسمع والشم. الأهم من ذلك ، سيكون قادرًا على معرفة أسماء كل هذه التجارب إذا كان هناك شخص بالغ يعرفه بأسمائها .
ومع الوقت ، ستفيد أنشطة أخرى الطفل وستعمق علاقته بالطبيعة. مثال ذلك : سقي النباتات ورعأيتها . وإطعام ورعاية الحيوانات والاهتمام بيئتها. من خلال هذه الأنشطة ، ينمو حب الطفل لمحيطه بشكل أعمق ؛ يصبح الطفل ممتلئًا بمشاعر اللطف والحنان وإستمرار تقديره وإحترامه لذاته . ونجد أنه يتطور وتزدهرعمليته التنموية ، كلما شارك في رعاية الاخرين ، و كلما زاد عمق حبه للبيئة. تبدأ عواطفه في الظهور ، فضلاً عن تقديره وإحترامه لذاته ، مما يدفعه إلى بذل المزيد والمزيد لأنه يشعر بأنه قادر على فعل ذلك بنفسه ، وأنه قادر على رعاية الاخرين. كل هذه التجارب سوف تسمح للطفل بتطوير إمكاناته العظيمة ، وسوف تسمح له ببناء نفسه ويصبح الرجل الذي كان من المفترض أن يكون.