أناندا مونتيسوري: القابلة التي تحترم الولادة كما نحترم الطفولة
كلمة “دولا” (Doula) أصلها يوناني، وتعني “القابلة” أو المرأة الحكيمة التي ترافق النساء في رحلة الولادة.
أما “أناندا مونتيسوري”، فهي مدرسة تدمج بين مفهوم الدولا وفلسفة مونتيسوري، وتُعرف باسم “مدرسة الأمومة والولادة”، أو “قابلة مونتيسوري”.
الفلسفتان تتقاطعان في جوهر عميق:
احترام التجربة، دعم الاستقلال، وتهيئة البيئة دون تدخل.
الدولا لا تلد بدلًا عن الأم.
هي فقط تمهّد لها الطريق، تدعمها نفسيًا وجسديًا، تثق في قدرتها على الولادة، وترافقها دون أن تتصدر المشهد.
تمامًا كما يقول الطفل في فلسفة مونتيسوري: ساعدني أن أفعله بنفسي.
المرأة، في لحظة الولادة، تمر بما يمر به الطفل في بيئة مونتيسوري.
كلاهما يتعلم، يمتص التجربة، ويحتاج لبيئة آمنة، صامتة، محترِمة.
كلاهما يوجَّهه دافع داخلي غريزي، يحفّز جسده للتحرك نحو التوازن الطبيعي.
دور الدولا – أو قابلة مونتيسوري – لا يختلف كثيرًا عن دور موجهة الفصل:
تهيئة البيئة
الاحترام
عدم المقاطعة
الصبر والثقة في المسار الطبيعي
والملاحظة دون تحكم
المرأة الحامل، عندما تجد بيئة داعمة ومحترمة، تنمو بثقة.
تتعلم كيف تلد، تثبت قدرتها، وتجبر من حولها على احترام تجربتها.
أما الطفل، فعندما نوفر له بيئة منتسورية حقيقية، ينمو بحرية، يكتشف قدراته، ويقول بثقة: فعلت ذلك بنفسي.
دورك كـ “أناندا مونتيسوري” ليس القيادة، بل الخدمة.
كوني حاضرة، بصمت، دون مقاطعة.
وإن اضطُررتِ لقيادة الموقف، فافعلي ذلك بحكمة، ثم تراجعي فورًا ليُكملوا التجربة بأنفسهم.
فالمرأة بعد الولادة، مثل الطفل بعد إنجاز: تقول بصدق وفخر… لقد فعلت هذا بنفسي.

