الطفل في عالم الكبار:
( ساعدني أن أفعل هذا بنفسي)
ماذا يكون الأطفال بالنسبة للكبار؟ ماذا يمثل لك إبنك؟
د. ماريا تشبه الطفل في مجتمع الكبار بالكائن المنفي المعزول في هامش المجتمع !!!!!
لابد من إعادة تنظيم أوقاتكم وعمل Planner يرتب أوقاتكم بشكل جيد حتى يصبح هناك وقت يمكنكم قضاؤه مع أطفالكم يوميا. أنتما كأب و كأم خصصا وظيفة مع الطفل تفعلونها معا دائما كان تأخذاه للتمشية لبعض الوقت خارج المنزل في الطبيعة أو أن تقوما معه بعمل ما .
كما أنه من الملاحظ أن البيئة المحيطة بالفعل هي بيئة كبار ، فالأثاث من حول الطفل صنع خصيصا للكبار الأسرة – الرفوف… كل شئ صنع خصيصا من أجل الكبار لابد من تخصيص بيئة للأطفال حيث يكون لهم فيها ممتلكاتهم الخاصة (أسرة – مقاعد – مناضد – خزانات)
فالشخص البالغ خارج المنزل منشغل بعمله الذى يستغرق أغلب وقته وحتى عند عودته إلي المنزل فهو منشغل بأموره الخاصة ودائما ما يقول للطفل إذهب وإلعب بألعابك . الطفل حقا في مجتمع الكبار كائن منفي معزول علي هامش المجتمع ، لا يمكنه أن ينمو ويستمر كما ينبغي لأن الكبير سواء كانوا الآباء أو المعلمين يقمعون هذا النمو . أصبح الكبير (مدان ومتهم) بممارسة القمع دون قصد منه وهو يظن أنه يقوم بحماية الطفل ، إن محل الإهتمام هنا هو الإتهام وليس المتهم نفسه لأن الكبير / المتهم يرهق نفسه في رعاية وتربية طفله ويسهر علي حمايته هذا الإتهام يعد خطأ غير مقصود من الكبير فهو يحاصر الصغير بدعوى أنه لا يستطيع ولا يعلم ولا يفهم.
إذن المشكلة هنا أن الكبار لا يمكنهم فهم الصغار ، فهم في صراع دائم معهم وعلاج ذلك ليس وجوب إكتساب الكبار بعض المعرفة العقلية أو تحقيق مستوى عالي من الثقافة بل علي الكبار أن يبحثوا عما يمنعهم من فهم الأطفال وعما يمنعهم من رؤية الطفل كما هو.
فليست المشكلة أن الكبار أنانيين ولكن المشكلة أنهم أنويين ينظرون من وجهه نظرهم هم وليس من وجهه نظر الطفل ، أنت لكي تفهم طفلا فكر كما يفكر هو. فإن د.ماريا منتسوري تري أن البالغون ينظرون للطفل باعتباره شئ فارغ وأنه يصبح ممتلأ بفضل جهودهم الخاصة أي أنه شئ جامد لا حول له ولا قوة وبالتالي عليهم القيام بكل شئ نيابة عنه. هم ينظرون للطفل علي أنه شئ يقتصر إلي المرشد الداخلي ويحتاج إلي موجه.
فالبالغ يحكم علي تصرفات الطفل بأنها حسنة أو سيئة من وجهه نظره هو. فهو يضع (قالب) أو نموذج يجب أن يتقولب فيه الطفل دون إعوجاج وما اختلف عن ذلك كان عيبا و خطأ ولابد للطفل أن يكون معصوما من الخطأ ، هذا العيب يجب علي الكبير الإسراع بتصحيحه. هذا التصرف من الكبير يقمع لا شعوريا نمو الشخصية الخاصة بالطفل علي الرغم من كونه قد يكون مقتنعا بأنه مملوء بالحماس والحب والتضحية من أجل طفله ولكن حسن النوايا غير كافية لتنشأه طفل التنشأة الصحيحة يحب قبل كل شئ فهم الطفل وفهم كيف يفكر وكيف يري الأشياء بعينه هو لا بعين القائم علي رعايته من هنا يمكن أن تكون البداية…
فنقطة الإنطلاق لتربية الطفل تبدأ من حيث الفهم الواعي للطفل ومعاملته علي أنه إنسان في مرحلة نمائية يجب أن تعطي له الفرصة للنمو والاستقلال عنا حتى تكتمل مراحله النمائية – الجسمانية – النفسية – العقلية والإجتماعية بسلام وينتج إنسان صالح لنفسه ومجتمعه. يجب أن يقتصر دور البالغ علي مساعدة الطفل علي أن يفعل الأشياء بنفسه. كما تقول د. ماريا منتسوري أن الطفل يقول ( ساعدني أن أفعل هذا بنفسي) . كف عن ممارسة القمع اللاشعوري منك بحجة أن الطفل لا يفهم ولا يعلم ولا يستطيع. إعطى طفلك الفرصة وأمهله وكن صبورا معه تجد منه ما يذهلك .. إعلم أننا جميعا كآباء وأمهات نحيا بهدف واحد وهو رؤية أبناءنا في أحسن حال وهذا لن يكون إلا بفهم سر الطفولة.