بماذا يفيدك منهج منتسوري كأب أو أم؟
منهج منتسوري لا يُعلم الأطفال فقط، بل يعيد تشكيل نظرتك كأب أو أم للتربية.
يعتمد على أربعة مبادئ أساسية:
الوقت – الحرية – الفهم – اللعب والمرح.
كل مبدأ منها يمنحك أدوات عملية لتربية طفل واعٍ، مستقل، وواثق من نفسه.
1. الوقت
طفلك يحتاج وقتًا.
الوقت الكافي ليكرر ما يتعلمه.
الوقت ليتقن، ليشبع رغبته في التعلّم، ليبدأ النمو الحقيقي.
التكرار ليس مضيعة للوقت.
هو حاجة بيولوجية للدماغ.
الملاحظة الهادئة من جانبك تعني أنك تحترم إيقاع طفلك.
عندما يندمج الطفل في النشاط، لا تتدخل.
انسحب من المشهد بهدوء.
دعه يعيش تركيزه الكامل.
هذا ما يطور قدرته على الانتباه والاستقلال.
2. الحرية
الحرية في منتسوري لا تعني الفوضى.
تعني أن تمنح طفلك حق اختيار النشاط الذي يحبه.
وحق اختيار توقيت أدائه له.
لكن هناك إطار عام يحكم الحرية: قواعد واضحة ومعلنة.
مثلاً: “نخفض صوتنا في غرفة الدراسة، ونرفعه في الحديقة”.
هكذا يتعلم الطفل احترام المكان والسياق، دون كبت.
تجنب العبارات السلبية مثل:
✘ “لا ترفع صوتك!”
✘ “ممنوع إصدار صوت!”
واستخدم بدائل إيجابية:
✔ “نحمل الكرسي بهدوء هكذا.”
✔ “نتحدث بصوت منخفض هنا.”
الأطفال يتجاوبون مع اللغة الهادئة المحترِمة.
هم يقلدوننا.
3. الفهم
منهج منتسوري يمنحك فهمًا عميقًا لمراحل تطور الطفل.
تتعلم كيف تتوقع السلوك.
كيف تفسر ردود الفعل.
كيف توفر البيئة المناسبة لكل مرحلة.
د. ماريا منتسوري قسمت مراحل نمو الإنسان إلى أربع خطط:
The Four Planes of Development
لكل مرحلة خصائص، واحتياجات، ومهام تربوية.
فهم هذه الخطط يجعلك ترى طفلك من الداخل.
تفهمه بعمق، لا من خلال ظاهره فقط.
4. اللعب والمرح
اللعب حاجة نفسية وعقلية وجسدية.
منتسوري لا تفصل بين اللعب والتعلم.
اللعب في الطبيعة أهم من أي نشاط أكاديمي.
دعي طفلك يركض في الحديقة،
يلمس التراب،
يتأمل الفراشات،
يسمع الطيور،
يشم الزهور.
هذا يحفز حواسه،
ينشط جهازه العصبي،
وينمي إدراكه وتواصله مع العالم.
منهج منتسوري يعلمك كيف تشارك طفلك المرح.
كيف تضحك معه بصدق،
وكيف تصغي له وهو يلعب.
عندما تفهم طفلك…
تستطيع دعمه، مشاركته، وتربيته بثقة وهدوء.
هل تساءلت يومًا:
هل أسمح لطفلي بالحرية أم أضع له حدودً أم ألعب معه كما يريد أم أوجه لعبه و أفسر سلوكه أم أُصدر الأحكام عليه؟
منهج منتسوري يمنحك إجابات عملية.
ويصنع منك مربيًا واعيًا،
يمشي بجانب الطفل، لا أمامه ولا خلفه.