عزلة الطفل عن الطبيعة
كثير من الأطفال اليوم يعيشون في عزلة حقيقية عن الطبيعة.
لا يخرجون إلى الهواء الطلق ، و لا يلمسون التراب. و لا يرون دورة الحياة أمام أعينهم.
بدلاً من اللعب في الحديقة، يقضون ساعات أمام الشاشات.
بدلاً من سماع صوت الرياح، يسمعون أصوات إلكترونية متكررة.
هذه العزلة لا تمر دون أثر.
كيف تتشكل مخاوف الطفل؟
عندما نبالغ ككبار في حماية الطفل من المطر أو البرد أو الحشرات، يبدأ الطفل في الخوف من الطبيعة.
يظن أنها مكان خطر، غير مألوف، مليء بالمخاطر.
ومع الوقت، يفقد الطفل قدرته على الاستمتاع بالهواء الطلق.
يمشي قليلًا ثم يتعب.
ينظر حوله دون فضول.
لا يهتم بكائن حي.
ولا يندهش من مشهد طبيعي.
ما الذي يحدث في داخله؟
-
تنفصل حواسه عن العالم الحقيقي.
-
يتعامل مع الصور بدل الواقع.
-
يرى زهرة على الشاشة، لكنه لا يعرف رائحتها.
-
يشاهد حشرة، لكنه لا يشعر بملمسها.
النتيجة:
تتكوّن صورة مشوهة عن العالم.
ويفقد الطفل الرابط الحسي الذي يبني به علاقته بكل ما حوله.
أين الخطأ؟
نحن الكبار نرتاح لهذه العزلة.
الطفل الذي لا يتّسخ أسهل في التنظيف.
الطفل الذي لا يركض لا يحتاج مراقبة مستمرة.
لكن هذا “الهدوء” هو ثمرة فصل الطفل عن مصدر حيويته: الطبيعة.
الأسوأ من ذلك؟
أننا لا نلاحظ شيئًا.
لأننا نحن أنفسنا منفصلون عن الطبيعة.
لا نشم التربة بعد المطر.
ولا نتأمل دورة نمو شجرة.
ما الحل؟
ابدأ بخطوات بسيطة:
-
خصص نزهة أسبوعية قصيرة ولو في أقرب حديقة.
-
دع الطفل يزرع نبتة في شرفة المنزل.
-
اسمح له بالمشي حافيًا على الرمل أو العشب.
-
لا تفسر له كل شيء. دعه يكتشف.
-
عندما يسأل: “ما هذا؟”، قل له: “لمسته؟ شميته؟ شوفت شكله؟”
تذكر:
الطفل لا يمكنه أن يحب ما لا يعرفه.
ولا يمكنه أن يعرف شيئًا لم يلمسه أو يراه أو يسمعه.
في فلسفة مونتيسوري، نقول إن الطفل هو “مستكشف حسي”.
إذا فقد حواسه، فقد طريقه نحو الفهم والاتصال والحب.