
المرحلة الفرعية الأولى من خطة النمو:
من الميلاد حتى 3 سنوات
الخصائص العقلية والنفسية:
-
العقل في هذه المرحلة “ماص غير واعٍ” (The Unconscious Absorbent Mind).
-
الطفل لا يتصرف بإرادة واعية بل يتفاعل مع البيئة تلقائيًا ويمتص كل ما حوله بلا تصفية.
-
الذاكرة الواعية لم تتكون بعد، والتعلم يتم عبر الحواس الخمس بصورة تلقائية.
-
الطفل لا يتعلم عبر التلقين، بل عبر التفاعل المباشر مع البيئة.
-
لا يمكن فرض التعلم على الطفل في هذه المرحلة، لذا لا يوجد تعليم رسمي وإنما بيئة مهيأة.
أهمية هذه المرحلة:
-
أكثر الفترات حساسية في حياة الإنسان، حيث يتشكل الأساس النفسي والجسدي واللغوي والعاطفي.
-
ما يتم امتصاصه في هذه المرحلة يؤسس لبناء شخصية الفرد وتعلمه المستقبلي.
-
الطفل يكون في قمة الطاقة الحيوية للنمو الذاتي؛ أي أن الطفل يبني نفسه بنفسه.
الفترات الحساسة (Sensitive Periods) في هذه المرحلة:
-
الفترة الحساسة للحركة (من السنة الأولى):
-
تنمو فيها المهارات الحركية الكبرى (الزحف، المشي، التسلق).
-
وكذلك الحركية الدقيقة (الإمساك بالأشياء، التقاط التفاصيل الصغيرة).
-
تظهر الحاجة لتكرار الحركات وتنميتها من خلال التجربة الحرة.
-
-
الفترة الحساسة للغة (من السنة الأولى):
-
يبدأ الطفل بالاستماع إلى الأصوات من حوله وتقليدها.
-
يتعلم الطفل اللغة من خلال الاستغراق في سماعها وليس من خلال التعليم المباشر.
-
تحدث طفرة لغوية كبيرة دون تدخل مباشر من البالغين.
-
-
الفترة الحساسة للنظام (تظهر قرب السنتين):
-
يحتاج الطفل للروتين، والتكرار، والترتيب في البيئة.
-
الاضطراب في الروتين أو التغيير المفاجئ قد يؤدي للاضطراب العاطفي.
-
-
الفترة الحساسة للعدد (بعد عمر السنتين):
-
يظهر الطفل اهتمامًا تلقائيًا بالأرقام والعد.
-
يستجيب لأنشطة تصنيف وترتيب الكميات.
-
مفاهيم محورية طرحتها مونتيسوري:
العقل الماص (Absorbent Mind):
-
هو قدرة فريدة يمتلكها الطفل فقط في أول ست سنوات من عمره.
-
في الفترة من 0–3 يكون العقل ماصًا غير واعٍ، وفي 3–6 يصبح ماصًا واعيًا.
الاستيعاب اللغوي ليس تعليمًا بل اكتشافًا:
-
مونتيسوري رفضت الفكرة القائلة إن الطفل يتعلم اللغة من أمه.
-
أثبتت أن الطفل يتشرب لغة البيئة المحيطة به مهما كانت خلفية الأهل.
-
التعلم يحدث بشكل فطري من خلال التفاعل مع البيئة.
دور البيئة والراشدين:
-
البيئة في هذه المرحلة يجب أن تكون آمنة، غنية، منظمة وتوفر تنوعًا حسيًا.
-
لا دور تعليمي مباشر من قبل الراشد بل دور “المُهيئ” للبيئة.
-
الراشد لا يعلّم، بل يُمكّن الطفل من التعلم من خلال الخبرة.
-
على الراشد أن يراقب الطفل ويستجيب لاحتياجاته النمائية دون فرض.
أمثلة عملية لتطبيق هذا المفهوم:
-
إعداد بيئة منزلية آمنة تسمح للطفل بالحركة الحرة والاستكشاف.
-
استخدام مواد مونتيسورية حسية مثل السلال الصغيرة، الكرات الخشبية، الألعاب التي تعتمد على الإدخال والإخراج.
-
بطاقات اللغة التي تُستخدم لتعريف الطفل بالأصوات والأسماء في البيئة.
-
ترك الطفل يستمع للغة الطبيعية باستمرار دون ضغط لتكرار أو تقليد.
ماذا يحدث في نهاية السنة الثالثة؟
-
يصبح الطفل أكثر وعيًا ببيئته.
-
ينتقل من البناء اللاواعي إلى مرحلة الخلق الواعي (Conscious Creation).
-
يُظهر الطفل استقلالية واضحة في الحركة، الكلام، التفكير.
-
يبدأ بتطبيق ما خزنه سابقًا بطريقة منهجية وأكثر قصدًا.
دلالات على أهمية هذه المرحلة:
-
الطفل في هذه المرحلة ينمو دون تعليم مباشر.
-
التعليم القائم على التلقين لا جدوى له في هذه المرحلة.
-
أفضل خدمة نقدمها للطفل هي توفير بيئة غنية بالتجارب الحسية والحركية واللغوية.
-
الراشد إن أراد أن يعلّم الطفل، فعليه أولًا أن يتعلم منه، وأن يراقبه بتمعن.
أسئلة للتأمل:
-
هل بيئة الطفل اليومية غنية بما فيه الكفاية من التجارب الحسية والحركية واللغوية؟
-
هل نقدم له فرصة كافية للاستكشاف أم نحاول تعليمه قبل الأوان؟
-
كيف يمكن تعديل بيئة البيت أو الحضانة لتخدم العقل الماص في هذه المرحلة؟
-
هل نتدخل كثيرًا في تفاعل الطفل مع الأشياء، أم نمنحه الحرية مع التوجيه غير المباشر؟
اقتراحات عملية:
-
تهيئة بيئة منخفضة الرفوف، وأدوات بحجم الطفل.
-
توفير أنشطة بسيطة تحاكي الحياة الواقعية مثل سكب الماء، تنظيف الغبار، ترتيب الأطباق.
-
التحدث مع الطفل بلغة غنية وواضحة، دون تبسيط مفرط.
-
متابعة الفترات الحساسة واستثمارها بأنشطة مناسبة لكل فترة.
خاتمة:
فهمك العميق لهذه المرحلة هو حجر الأساس لبناء علاقة صحية بينك وبين الطفل. لا تنتظر نتائج فورية، بل اعمل على تهيئة بيئة غنية واستجب لإشارات الطفل.
ثقي أن العقل الماص اللاواعي يعمل بصمت، لكنه يضع اللبنات التي سيُبنى عليها كل شيء لاحقًا.
إذا رغبتِ، يمكنني مساعدتك لاحقًا في:
-
تحويل هذا المحتوى إلى مخطط تدريبي.
-
تصميم أنشطة مناسبة للفترة 0–3 سنة.
-
كتابة هذا القسم بصيغة أكاديمية لكتابك.
-
تلخيصه في بطاقات تعليمية.
هل تودين المتابعة في أحد هذه الاتجاهات؟
