مسألة خطيرة أخرى وهى المساعدة الزائدة عن الحاجة هي عائق داخلي ، فنجد كل أم جيدة تساعد ابنها من اللباس وتمشيط شعره وتأخذه للنزهة وتفعل أشياء كثيرة معه وتقول بعض الأمهات (من واجبنا أن نفعل ذلك لأطفالنا لنكون أفضل الأمهات) … اعلموا أن كل مساعدة تقدمها الأم للطفل تشكل عقبة أمام تطوره وأن هذا يعتبر أسلوب من أساليب قمع الطفل .
فالطفل هكذا سيمنع من استخدام حواسه (عيناه ، الأذن ، اليدين ، الساقين ، أطرافه) وهو يسعى لاتقان تفاصيل بيئته، وإشباع حاجات داخلية بداخله ليصل إلى حالة النمو القصوى فالأمهات يجهلون هذه الحقائق .
كانت د. ماريا تقول أن الأمهات يتفاخرن بمدى خدمتهن لأبنائهن ، حتى أن إحداهن كانت تفخر بنفسها ان ابنتها تبلغ من العمر اثنتا عشرة عاما وهي مازالت تحممها حتى ذلك العمر ، وهى تعتبر نفسها أمًا رائعة ، لم تدرك تلك الأم أنه لا يكفى مجرد توفير الاحتياجات المادية للطفل ، أن الحاجة الأكثر أهمية هي ضرورة مساعدة الطفل ، يحتاج أن يكون مستقلا أن هذه الوسائل والمساعدات تعيق الطفل من اكتساب هذا الاستقلال الذى هو ضروري لنموه وتنميته ، وهناك مشاكل أخرى وأساسية هى المشكلة الناشئة عن الحرية الممنوحة للطفل . هل يترك الطفل حرا لتكوين نفسه ؟ هي لا تعلم أن هذه المساعدة الزائدة هي بمثابة حجر على الطفل لا يتولد منه إلا أحاسيس كبت وغضب . أما فى طريقة مونتيسوري فان الطفل يطلق شعار (ساعدني أن أفعل هذا بنفسي) . ففى طريقة مونتيسوري أنت لا تفعل أشياء للطفل بل تساعده على القيام بذلك بنفسه . فى الوقت الحاضر معظم الناس يعتقدون أنه من المهم والضروري إعطاء الحرية للطفل .. لذلك فإن الأسرة تواجه مشكلة كيفية ترك الحرية للطفل.. من المستحيل حقا للبالغين أن يقدموا للطفل حرية كاملة فى المنزل .. فهناك الكثير من الأشياء الثمينة التى يمكن أن يضر بها الطفل (يكسرها) أوهناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يضر بها نفسه وهناك مشكلة أخرى حجر الأم على حرية طفلها بقولها (يمكنني غسل عشرة أطفال في الوقت الذى يأخذه طفل واحد لغسل نفسه ) كل هذا يشير إلى ضرورة وجود بيئة تناسب الأطفال حيث يتم توفير الأشياء وفق احتياجاتهم حيث تتاح الأنشطة المناسبة لهم ،حيث يتاح المعلم المتفهم الذى هو على استعداد لمساعدتهم على فهم الأشياء التي تناسب احتياجاتهم الطبيعية .. هذا المعلم لن يكون مدرب بالطريقة التقليدية القديمة والتي تعيق الأطفال عن إشباع حاجاتهم والوصول إلى التنمية القصوى .. وهكذا نخلص إلى القول أن بيئة البالغين تضر بالأطفال بطرق عديدة وبالتالي فإن الأطفال يضرون ببيئة الكبار لذا يجب أن نوفر للأطفال مكانا تم تصميمه حقيقة لهم من هنا ظهرت الحاجة إلى بيئة المونتسوري .